من قلم : سعود السبعاني
الأسرى الأردنيين بدل من أن يستقبلوهم بالورود رموهم في غياهب السجون !؟
من يتابع سياسة ربوت الأردن عبد الله الثاني يصل إلى نتيجة مفادها أن هذا الشخص حاقد وموتور , ويتصرف بخبث ولؤم لم يسبقه عليه أحد من قبل , ويسعى بكل الوسائل والطرق لإيذاء الشعب الأردني وإتعاسه , ويستميت في إذلاله والنيل من كرامته وحريته !؟ وباتت تصرفاته تأتي كردود أفعال ناقمة على كل من أراد أن يُقدم خدمة لهذا الشعب المغلوب على أمره , ففي الأيام الماضية طبلت وسائل الإعلام الأردنية لما قيل عن صفقة تسليم الأسرى الأردنيين الأربعة وليس السجناء كما يدعونهم في أعلامهم الخائب , لأنهم ذهبوا لمقاتلة العدو ولم يذهبوا للسرقة أو الاعتداء على أحد , بل أن من استباح واعتدى على فلسطين وشعب فلسطين هُم أولئك الصهاينة الإسرائيليين أصدقاء وحلفاء ذلك القزم الإمبريالي اللعين . ففي عام 1990 م خطط ثلاثة من أبطال الأردن بالهجوم على أحدى ثكنات الصهاينة عبر غور الأردن , ومن خلال أمكانتهم المتواضعة وخلسة من كلاب أبو حسين التي كانت ومازالت تحرس مملكة يهوذا , وكان هؤلاء الشباب هم كل من : سلام يوسف سلامة أبو غليون و خالد عبد الرازق أبو غليون و أمين عبد الكريم الصانع . وقد اشتبكوا مع قوة عسكرية إسرائيلية أدى إلى مقتل جندي إسرائيلي وإصابة بعض الصهاينة , وتم القبض عليهم ومن ثم حكموا بالمؤبد وقد قضى هؤلاء الأسرى فترة 90 % من مدة الحكم , لأنهم قد أتموا الآن مدة 17 عام في السجون الإسرائيلية !؟ وأما الأسير الرابع فهو سلطان طه محمد العجلوني فقد الحدود هو أيضاً بعد مرور خمسة أيام فقط على تلك العملية , فهجم هذا البطل الأردني المغوار وبمفرده على أحد مواقع الجيش الإسرائيلي المُحتل في معسكر " داميـة " الصهيوني وأستطاع في تلك العملية أن يقتل جندي إسرائيلي , وتم القبض عليه والحكم عليه أيضاً بالمؤبد , ولم يتعدى عمره آنذاك الـ 18عام , وقد أمضى هو الآخر من فترة محكوميته 17 عام !؟ وقد عانى هؤلاء الأسرى الأشاوس من أقسى وسائل التنكيل والتعذيب ونالهم الكثير من الأذى والإذلال والمعاملة السيئة وكذلك الإهمال الحكومي الأردني المُتعمد , لأن النظام الأردني يُريد أن يجعل منهم درساً وعبرةً لمن أعتبر ذلك النظام الذي كان يتغنى بمعاهدة وادي عربة , فلم يُكلف نفسه لكي يطلق سراحهم أو على الأقل يزورهم ويطلع على أحوالهم الصحية , عن طريق سفارة الأردن في تل أبيب !؟
وللأسف فأن جينات هؤلاء الشبان الوراثية لن تتكرر أو تُستنسخ لدى بعض الانهزاميين ممن هم في الداخل , فقد كان هؤلاء الأبطال يُعانون أقسى المعاناة في سجن هـداريـم الإسرائيلي , حيث كان السجانون يتعاملون معهم بأشد الوسائل تنكيلاً وعنفاً , ولم يُراعي أوضاعهم الصحية وخصوصاً حالة الأسير سلطان العجلوني الذي كان يُعاني من مرض قرحة المعدة الحاد وكانوا يمنعون عليه الدواء الخاص بمرضه ولا يجد سوى بعض الحبوب المهدئة العادية , بينما الحكومة الأردنية الهامشية لم تأبه لأبناء الأردن الذين كانوا يعانون الويلات , بل كانت تجلب الغروبات السياحية الإسرائيلية لتُدنس الأرض التي جاء منها هؤلاء الأبطال للذود عن كرامة أخوتهم في فلسطين المُحتلة !؟
ومن يدري كم من جلاد صهيوني وحارس إسرائيلي وضابطاً في تلك السجون ممن كانوا يُعذبون هؤلاء الأردنيين الأبطال , وبعد أيام قليلة تجدهم يأتون للأردن يقضون أوقات عطلتهم سياحةً ولهواً في البتراء وجرش وغيرها من فنادق ومناطق الأردن الأثرية !؟ وعندما أُشيع بأن حزب الله أراد أن يضم أسماء هؤلاء الأسرى الأردنيين الأربعة ضمن اللائحة الأولى التي تمت لاحقاً قبل عامين تقريباً في عملية التبادل التي تمت بواسطة ألمانيا , جن جنون هذا القزم الإمبريالي عبد الله الثاني حينها واستمات في عرقل تلك الصفقة , ربما خوفاً من ظهوره أمام الشعب بمظهر الملك العاجز والعميل الضعيف الذي لم يأبه لمصير رعاياه , وبالمقابل فهناك من ينتخي لمواطنيه من الخارج ومن حزب وليس دولة !؟
وعندما تردد أخيراً بأن حسن نصر الله قد أضاف أسماء الأردنيين الأربعة ضمن اللائحة الحالية في عملية التبادل المُرتقبة مع إسرائيل خصوصاً بعد مناشدة هؤلاء الأسرى الأردنيين لحزب الله بأن يضمهم لتلك اللائحة , بعد أن يأسوا من حكومة الربوت الأردني العميل . فسارع عبد الله الثاني بتحويل مكان اعتقال هؤلاء الأسرى الأشاوس من سجن هـداريـم الإسرائيلي إلى أحد سجونه السرية شمال الأردن !؟
وبدلاً من أن يُستقبل هؤلاء الأبطال الشجعان بمواكب الفرح ومضايف البدو وخيم الاحتفالات كالتي نصبها الملك الأردني حينما أستقبل قرينه الأهبل ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز , تم الزج بهم بأحد سجون جلالته , وقد ألبسهم الملابس الخاصة بالمساجين وعتاة المُجرمين حتى لا يغضب منه حبيبه إيهود أولمرت !؟
والمصيبة أن بعض أفراد هذا الشعب أصبحوا نسخاً شبيهةً بمليكهم المأفون ففقدوا الإحساس وأصبحوا مُغيبين عن الواقع ومُجردين من المشاعر وباتوا كالببغاء يُرددون ما يقوله لهم مولاهم الهامشي الآشر !؟ فبدلاً من أن يستقبلون هؤلاء الأبطال بالورود ونثر الأرز على رؤوسهم الكريمة ويكرمونهم ويحتفون بهم , كما تفعل عادة الدول الحُرة والمُستقلة والشعوب المُحترمة التي تستقبل أبطالهم من أسر وسجون الأعداء !؟ ظهروا يرقصون ويدبكون لأن مدينة البتراء التأريخية تم إختيارها كثاني عجيبة من عجائب الدنيا !؟ وبصراحة بعد تلك المفارقة العجيبة بين إهمال وتعمد عدم استقبال هؤلاء الأبطال من قبل الحكومة الأردنية , أولئك الشباب الذين ضحوا بأعمارهم وشبابهم من أجل فلسطين والقدس ولأجل رفعة سمعة واسم طنهم عالياً , ومن ثم انشغالهم ثم احتفالهم الغامر في تصفيات عجائب الدنيا السبع تلك !؟ فتستحق هذه الدولة بأن تفوز بأغرب وأعجب حكومة مغسولة من الكرامة وفاقدة للأهلية , بل ويستحقون أن يدخلون في كتاب غينس للأرقام القياسية في اللؤم وسوء الطوية وقلة الأصل والمعروف , كونهم لا يُقدرون أبطالهم الحقيقيين ويحتقرون أبناء وطنهم النُجباء , والدليل أنهم نقلونهم من سجون الأعداء في الجانب الآخر , ووضعوهم في سجن محلي وطني هامشي !؟ فيا للعار ويا للسخرية الأقدار وسحقاً لهؤلاء الأدوات والأمعات من العملاء الصغار . المُضحك أن جلالة حفيد إليزابيث لم يسمح له أسياده الصهاينة بإصدار عفواً ملكياً عن هؤلاء الأسرى الذين تسلمهم وزج بهم مرةً أُخرى في غياهب سجونه اللعينة , وذلك حسب الاتفاقية المُهينة التي قبل فيها من أجل نقل هؤلاء الأسرى لسجونه , وقد تعهد بعدم أطلاق سراحهم إلا بعد مرور عام ونصف على بقائهم في السجون الأردنية , أي في نهاية 2008 !؟ ألم أقل لكم بأن هذا الملك الأردني المُراهق ما هو إلا مُجرد ربوت هامشي خائب ويتم تحريكه بالرموت كونترول من تل أبيب !؟ وكل هذه الضجة الإعلامية الأردنية والصخب النفاقي الممجوج في صحافتهم الصفراء عن عملية نقل الأسرى الأردنيين إلى مُعتقلات ابن أنطوانيت , ليس حباً بهؤلاء الأسرى الأبطال و ليس شفقةً على أسرهم وعوائلهم , بل من أجل سحب البساط من تحت أقدام حزب الله , حيث ترددت أخبار بأن حسن نصر الله ينوي إضافة أسمائهم ضمن الصفقة الجديدة في عملية تبادل الأسرى مع إسرائيل !؟ لكن السؤال المُحير إذا كان الملك خائن وملعون وأبن ستين كلب , وحكومته نكرة وفاجرة تابعةً ذليلة لسيدها جلالة الربوت ؟ إذن أين هُم شرفاء الأردن , وأين ذهبت أحزاب المُعارضة المزعومة وأين هُم الوطنيين والأحرار في هذه البلاد الأردنية , صدقاً عندما شاهدت كيف توانى وتخلى هؤلاء القوم عن الدكتور أحمد العبادي الذي كان يُطالب لهم بحقوقهم الشرعية وضحى من أجلهم , ومع هذا خذلوه وتوانوا عن نصرته , وصلت إلى نتيجة مفادها أنني أنفخ في قربة مخرومة !؟ ولكن عزائي بأن الخير يبقى في القلة وإن كانت قلة . والحرية للأسرى الأردنيين الأربعة في سجون مُهلك الأردن , وكذلك الحرية للدكتور أحمد عويدي العبادي , وأيضاً الحرية لكل السجناء الأبرياء في المُعتقلات الأردنية .
No comments:
Post a Comment